اكو ديلو مراجعة تاريخية

خالد احمد هارون الجمعة مارس 23, 2012 9:52 pm

أكو ديلو.. (مراجعة تاريخية) -1 مشاركات أعزائي القراء أعود إليكم مرة أخرى بموضوع من الريف السوداني ومن هامشه الغربي من ولاية غرب دارفور بصفة خاصة، وأكتب هذه المرة عن ديلو مسقط رأسي الذي أعتز بالإنتماء إليه، وازداد فخراً حينما أحاول الكتابة عنه، حيث طبيعته الساحرة وأهله البسطاء وهدوئه الذي يساعد في إعادة ترتيب الذاكرة، وكتابة ما يجول في الرأس من موضوعات شتى في قضايا المنطقة وأهلها البسطاء، لأنك إذا لم تكن قادراً على أن تعبر عن هموم ومشكلات وقضايا الآخرين، فإنك لا تمارس دور الكاتب الطبيعي. وفي بالي هذه المرة موضوع الجنينة عاصمة للثقافة السودانية للعام 2011م والتي بدأت فعالياتها يوم 23/3/2011م، بحضور وفد رفيع المستوى من العاصمة الإتحادية إلى الجنينة بقيادة السيد وزير الثقافة الإتحادي السموءل خلف الله، ومعه ثلة مميزة من الفنانين بقيادة الأستاذ الموسيقار محمد الأمين ونور الجيلاني وفرقة الإكروبات السودانية، وسوف أكتب عن هذا الموضوع لاحقاً إن شاء الله. وبالرجوع لعنوان المقال (أكو ديلو) فهي عبارة عن مقولة يرددها ويقولها أبناء مناطق معينة ومحصورة فقط فيما بينهم، ويعرفون مغزاها جيداً، وهي عبارة عن إرث تاريخي خاص بفئة معينة من الشعب السوداني، وفي هذه السانحة لا أريد أن أشرحها، ومن أراد معرفة هذه المقولة عليه أن يسأل أبناء هذه المناطق الآتي ذكرها، وهم منتشرون في كل مدن وولايات السودان والمناطق هي : بئر سليبة – رفيدة – نروما - شبط أردو دبوك - دور ليون- لقسا - كريمة- حجر سناكيت – بريفيتين - دراش- قُبرن- حلة فىْ- مبُرن- أركلونق- أغبش- عقار- كراكر- دردرو- جلونق- حجر إشيقر- رجل نروق- سلاماتار- وديقري- قلتا مراريت- هبيلا- ممندور- عمار جديد - أم كدادة – أرا - عيش بره – عرديبة - حلة كفلة - رفيدة حلة سلطان- حليلة- كرملية- ركوس- قوز سي- بلا فراش- ولي كنقروم- مرت مرت- بيوت أربعة - أم زكينا - ورى ورى- دريساي- أسكنيتة - قوز ريان- منن أشقر- قوز جقي - مستريحة - جمال حرو- أم عشوش- هشابة - رهد القش – سُلام - تكيرنقو- حلة نمر – تبساي - أم غزالة - شلال- متمتة - قمريي- ديسا بنات قيلو- قرقار- درتي مراريت- حلة آتية - سرانقي- حرازة تيمان - عرديبة مراريت – تندلتي – قيلو – عزازة – دباك - مررو عين – كربب - خير بان- مكشاشة - سربا. وتاريخياً (ديلو) هو اسم لجبل تم إتخاذه معلماً لإنتماء المراريت (بني مرة) إليه، بعد دخولهم تلك البقعة وإستقرارهم فيها وأسسوا لهم سلطنة، وهنالك روايات تروى وتوضح من اين أتى أجداد المراريت (بني مرة)، ولكن الرواية الأرجح هي أن الأجداد الأوائل أتوا من العراق، وكان ذلك بعد إنهيار الدولة العباسية في العراق، وعبروا شمال أفريقيا ومن تونس توجهوا جنوباً ينشرون الدعوة الإسلامية، وكان معهم بنو عمهم بني خزيمة (الخُزام) وبني كنانة، وعند وصولهم لموقع ديلو طاب لهم المقام، فاستقروا وأنشأوا سلطنة ديلو الإسلامية العباسية. وتيمناً بما كان سائداً في دارفور في غابر السنين، فإن السلاطين الأوائل قاموا بتسمية كامل حدود السلطنة (بسلطنة ديلو)، وجميع أبنائها أبناء ديلو، ولتأكيد الإنتماء يستخدمون كلمة (أكو ديلو). وكانت حدود هذه السلطنة من الناحية الجنوبية والجنوبية الغربية تحدها سلطنة المساليت وتحدها من الشرق والجنوب الشرقي سلطنة الفور، ومن الشمال والشمال الشرقي سلطنة القمر، وتحدها من الشمال الغربي سلطنة التاما، ومن الغرب سلطنة وداي. وقد تم ضياع وتفكيك هذه السلطنة بواسطة الإنجليز، وذلك عند دخولهم الجنينة عن طريق إتفاقية (قلاني) التي تم إبرامها مع سلطان المساليت آنذاك، وكان من أكثر الأسباب التي أدت الى تفكيك هذه السلطنة هو عدم إنصياع سلاطينها لأوامر الإنجليز، وعدم السماح لهم بدخول عاصمة السلطنة وقتذاك (نروما)، وكذلك التذمر المستمر من قبل سلاطين ديلو للتغييرات التي حدثت بضم سلطنة ديلو تحت إمرة سلطان المساليت. ونخص بالذكر هنا السلطان داؤد (كوسو بلا) الذي رفض التعامل مع سلطان المساليت وقتذاك السلطان بحرالدين، ورفض التعامل مع المحتل الإنجليزي، ومن المؤسف أن نجد تأريخا ناصعا وبطولات خالدة سطرها سلاطين وفرسان ديلو، وهو محفوظ في قلوب أهل ديلو كما يحفظون القرآن الكريم، ولا نجد مدونات توثق لهذا التأريخ والإرث، ورغم ذلك فإنني أوجه دعوة صادقة لكل المختصين والباحثين والمؤرخين إلى بحث علمي دقيق عن سلطنة ديلو، التي اندثرت فجأة في عام 1966م وتحولت لفروشيات بموت آخر سلطان متوج تم تنصيبه في كرسي السلطنة مثل بقية السلاطين، ومنذ وفاته تم تنصيب اثنين من أبنائه، ولكن ليست بطقوس تنصيب السلاطين، وأذكر في هذا المقال أسماء جميع السلاطين الذين تعاقبوا على حكم سلطنة ديلو وعددهم اثني عشر سلطاناً، ووثق لهم بالدواة حسب الأسبقية وفترة حكم كل سلطان وهم : 1- السلطان بولاد بن محمد: وهو مؤسس سلطنة ديلو(1617- 1664م) ومعه أخيه أحمد الملقب بأبي شارب الذي اوكل إليه مهمة إدارة الجزء الغربي من السلطنة، وحالياً أحفاده في دولة تشاد ويشتهرون باسم المراريت (أبوشارب). 2 - السلطان شوقار بن بولاد (1664م- 1706م). 3- السلطان دود مرة بن شوقار بن بولاد (1706م- 1745م). 4- السلطان بدر بن دود مرة (1745- 1769م). 5- السلطان كباس بن بدر بن دود مرة (1769- 1802م). 6- السلطان دنقس بن كباس بن بدر (1802م- 1826م) وهذا السلطان سمي على اسم مؤسس السلطنة الزرقاء الذي كان يناصر السلطنات الإسلامية في غرب أفريقيا. 7- السلطان إسماعيل بن دنقس بن كباس (1826م- 1853م). 8- السلطان محمد بن إسماعيل بن دنقس (1853م- 1896). 9- السلطان منصور بن محمد بن إسماعيل (1896م-1924م) الذي شهد ميلاد سلطنة المساليت وناصر المهدي في حربه ضد الأتراك، إذ أرسل إليه عدداً كبيراً من أبناء المراريت المجاهدين ولم يعد معظمهم إلى ديلو وفضلوا البقاء مع الأنصار في الجزيرة أبا خاصة. 10- السلطان خليل بن منصور بن محمد (1924م- 1949م) الذي عاصر السلطان تاج الدين سلطان المساليت، وشاركه في معركة دروتي (1910م) في حربه ضد الفرنسيين وأحضر معه أكثر من ألفي فارس من صناديد ديلو، وكان لهم الفضل في هزيمة الفرنسيين وقتل قائدهم (الجنرال جول) وطردهم من دار مساليت. 11- السلطان داؤد (كوسو بلا) (1949م- 1961م) واسمه يدل على أنه كان مشاكساً، وكان صريحاً في أقواله وأفعاله ضد الإنجليز، وعدم إعترافه بتبعية سلطنة ديلو لإدارة سلطان دار مساليت، مما تسبب في عزله بأوامر سلطان دار مساليت وإستبداله بالسلطان بشير أحمد، وهو كان على قيد الحياة والسلطان كوسو بلا هو ابن عم السلطان خليل، وقد شارك معه في معركة دروتي أيضاً وحالياً كل أحفاده موجودين بنروما. 12- السلطان بشير بن أحمد (1961م- 1966م) وهو آخر سلطان متوج لسلطنة ديلو وفي عهده إزدهرت ديلو تجارياً، وخاصة رفيدة التي كانت تصل إليها أكثر من عشرين لوري للتسوق، وكان ذلك في ستينيات القرن المنصرم وحتى عام 1984م، وسبحان الله الآن رفيدة لا تصلها عربة واحدة.

**شوتايم** الجمعة أبريل 06, 2012 8:48 am

روعة جداً ما كتبته
واحساسك فاق كل الروائع
لم استطيع سوى كتابة تلك الكلمات البسيطة جداً
فتقبل مروري ببساطته

مـعنا في مـــــنـتـديـات الـمــــراريـــت

الــذي زاد أشراقا بقــدومك العزيز علينا بين اهلك

وناسك ان شــاء الله تجــد الفائــدة والمتعة أتمنى

أن تكون ســعيد وأن تقضي أجمل أوقاتك هنا

اكو ديلو مراجعة تاريخية

اكو ديلو مراجعة تاريخية

رد: اكو ديلو مراجعة تاريخية